مقدمة

 وقفوا على أنقاضها .. يتساءلون
ما كان ما ..
              جدوى يكون ؟
ويثرثرون
           يثرثرون
يثرثرون


       ويضيع في هذيانهم صوت السؤال

 

 

أغنية 

على شرفة الروح أغنية تائهه

وروحي تراوح باحثة عن مدى

أكلم روحي

أعلق جرحا على سطحها بأهداب نجمه

وأركبها من حرير الهديل على جنح نسمه

أريها تفاصيل أحلامها من بعيد على ضوء كلمه

أنا صوت روحي

وعاشق نغمتها الخالده

أنا نبض روحي

وسيد لحظتها الشارده

أنا حزن روحي

وغافر زلّتها الواحده 

على شرفة الروح أغنية حائره

وروحي تحب الربيع

ولكن حقلي بلا ساقيه

تحب السماء ولكن قلبي بلا طاقيه

تحب الكلام القريب ولكنني

ولدت على جملة نائيه

على شرفة الروح أغنية تائهه

على شرفة الروح باب تضيعه الآلهه.

 

همس

 لا شيء يبوح لهذا الصمت
الكلمات المقرورة تخبو
وتموت بسلّ الوقت




لا شيء يلوّن هذا الحزن
عيناك تغادر فرشاتي
فأخطط في عبث الظن



لاشيء يسامرها بعدي
أو يقطف من بسمتها
قدرا من ورد
لا شيء يهدهدها بعدي
أو يرسم من خطوتها
ظلا للغد



لا شيء يمزق هذا البعد
أو يطوي موتا بين الحد وبين الحد
لا شيء يضيء لطيف الوجد
في شلال الشعر الأسود



لا شيء يجاري هذا القلب
والقلب يحلق في أجنحة الأمس
لاشيء سوى
         نافذة من همس

 

 

خمس لوحات لخمس صلوات  

 

الفجر

 أستعير صمتك لأصلي..
هكذا أتوضأ. 

أبارك الجمال وهو يرسم خاطري
على قماشة مترفة من الخجل..
هكذا أصلي. 

الكلمات تغيب
تاركة لي التفاصيل مجردة
من أصباغها المعتادة..
هكذا أؤمن. 

قلبي وهو ينشر أشرعته
ينسى أن يرقع ثقوب العاصفه
هكذا أحب 

أدع كل على نقيصته
وأرمي بالكمال في زجاجة الفكره
ليقرأه العابرون على بحر الشك
هكذا أدعو 

أرى كل شيء
أزعم أني لا أراه
أحدث الزهرة والسيف
الفراشة والمشنقة
الأحلام والدماء
هكذا أنا سعيد

 

 

 

الظهر

ترتفع الشمس كالصلاة
من مسجد..
يتفتح وردة من مصلّين
بين أوراق الدروب
الشمس تسأل الوردة بركتها واسمها.
الخطوات تتابع
الخطوات بذور الأرض
حيث يحلو للفرشاة أن تتنزه وتبحث عن وردة
تركتها ابتسامة الطريق المطمئنة

  

 

العصر

أن تختار النهر
وتترك اللون كله..
هي لوحة قبل أن تبدأ
يبسط الشجر اخضراره
بعيدا عن كلمات الجرف
ويمتد .
الحضور والغياب صوت واحد
 في لحظة عناق
يلتقي الإشراق والعتمة
في حياد صارم
ليكسر الصمت إيقاع القدر

 

المغرب 

الشمس كائن صاخب
يتقن الوداع
ريشة أرجوانية..
على أي الغيوم تركت توقيعا؟
لون ناعم..
على أي القلوب ركزت جرحا؟
أي الصلوات أقرب للقلب..
البداية أم النهاية ؟
أم أن الحقيقة باب مغلق فسيح؟
قلبي مجرة ..تتساءل.

  

 

العشاء

في اللون الخامس للفرشاة
الرب يلملم زينته
تاركا للقماشة بقعة من خيبه
الخيبة ذكرى معتمة..
لفوانيس من قش مصلوب
للفوانيس هالة أغتصبها حلم..
أفسد التوبه



الرسام يرحل بلا ضوء.

 

 

أخضر

 أ أكون لائقا
إذ أكون داخل إطار اللوحة؟
لوني يتوق لعيونهم
حتى الأزرق ..يحلّق .
أي فرق بين أن أبقى
هنا
غصنا
أو  أن أتشظى
ضحكة خضراء.
لكن الأيّام  تركتني على حافّة قبله
كنت أنتظر مرور الأزهار
على طريق ناعم
ولم أتوقع
أن أكون هنا

مرّة أخرى ..
دون علم الطفوله.

 

 

درس النحو

"في فلسطين حجاره"
هذه الجملة من يعربها؟
إحتفى الإصبع بالطبشور إذ قام الولد
في: حرف جرح بين نهر وبحر
صرخة أرسلها الحزن إلى بدء اللغة
وهي تمتد على أرض وقبله
فهي ليست شبه جمله
فلهذا الحرف ثأر عند أسماء وأفعال تنادت منذ آلاف الخطب
فلسطين: جرها الصمت كسيره
وهي مازالت صغيره
بين أسواق العرب
لم
يوفق بائعوها منذ خمسين
فاتهم
أنها ممنوعة الصرف
برغم الشّق في الثوب وآثار الدماء
وسيبقى جرحها المفتوح في آخره استثناء أمّه
ولكن

إبنة الأقصى مضت مخفورة
في انتظار العطف من أي خليفه
كسبايا الطف يا رأس الحسين
قدر
في أمّة الضاد يحزّ  الرأس عن أي قضيّه!
يا نبيّه
نحن أهلوك أضعناك  وجئنا الآن نبكي
فعسى أن يورث الدمع الحمّيه
_ في أرضي حجاره _
خرج الطفل من الدرس وفي الكف حجاره
خلفه الأستاذ والأطفال كلّ..
يحمل الآن حجاره :

                     سيف هذي الأرض" مرفوع"

الأكفّ الآن تتلو الدرس في كل الشوارع
وتدكّ الجملة العزلاء أوكار الجنود
وتدوّي
الحجر المرفوع في الجملة أبقاها فتيّه
فهي ليست جملة عزلاء لكن
 بندقيّه

 
 
 
قلب المغنّي

حين يظلم النفق..
لماذا نشعل المسافة بالخطوات..
أ هو ما يراه القلب
حين يكسر السكون..
جسد ناعم كالحريّه .
أم ما يثير الأسئله
حين تسطع القبل
نجوما على الشفاه.



إذ يلتقط حروف العمر
كتاب عار
كيف تضيع الخطيئه



وإذ تسرق الفضاء
أبواب ساهمه
كيف نلتقي .
ولماذا الرحيل
حين تلوّن الغربة..
زوايا الألفه
ماذا تنتظر الروح
من طقس الجسد المعتاد
أهو ما ترقعه الحكمة
من شقوق الحقيقه
أم هي الرغبات
وقود الخيبه

 

 

 

وجه لخلفية زرقاء

في البدء كان الأزرق
وفي إحدى حلقات الزمن..
كانت الفرشاة تنتظر
لتمسك بالفضاء الفتي.



كانت اللوحة قدرا
والقدر لحظة تتوسط المدى الذي
بارك الألوان كلها
مقلّدا كل طيف شارة المكان
من أجل هذا قيل:
بكر هو لون الحقيقة
يجعل اللوحة أكبر
والمساحات تحلّق بحزن.
هذا ما حدّثنا به المعلم
كان يحمل فرشاة من وحشة
ولوحا من ندم
تذرف عيناه أطيافا قاحلة
يمسحها بعباءة أمّه
كنّا سبعة ألوان
يحمل كل منا فضاءا
وباق سبع ضربات
ليكتمل السؤال
دق الجرس
فخرجنا
نسيح بكل طفولتنا
فغاب الوجه المتروك 
خلف الضجيج

 

 

 

زياره إلى كر بلاء

 الطريق كوفيّة  المسافر
شموع المراقد
تنير الأحزان
تتسلق الأدعية الضريح الأنيق..
تتشظى على آلاف المرايا
وتنفجر الدموع خلف الخرائب



أتذكر الدموع الذهبية
وأنا أدلج الى الزقاق
وبقدمين تائهتين
ربما ألتفت



العمر خاو
هكذا يبدو
عندما نقف
لكن تزيّنه ساعة الجدار العاطل .
بهدوء ينسلّ الأحبة بلا تذاكر
يتسربون من بين أصابع اليد
وعلى الأوراق يتصدّعون .
الخطوط
طريق التهجّي

                             إذ لابد للصمت العائم من سدود.

هكذا تذبل الأزقة.


ببساطة العيون المنسرحة على العالم
تموء الجدران.
قريبا
ربما يعود الأطفال
بلا توصيات
فقط على خطوط الشارع
المرسومة
أصواتهم تتفتح.

 
  

دراجة الألم

هوائية دراجة العمر
تجعلني طريقا بلا نهاية .
لا تلتفت لأصوات الحروب ،
مهيأ لك الموت المهذب
على أرض مرسومة بعناية ..
مستسلما كطفل ترضع حليب الأقدار .
وعندما تصل انعطافتك الخريفية
التفت الى الخلف
وسترى
أنك لم تملأ دراجتك بما يكفي .
هكذا يبدو هشا
هذا الزمن
عندما تصحو فرشاة القلب
على قماشة الأسئلة .
كنت استريح على بذور القلق
عندما لوّحوا لي بالغصون
إمتد أيها الحلم كالبحر قبل أن يقطعك الأفق
فكما هو الجسد ظل للخطيئة
فالقدر ظل للألم

 

ثلاثية العقم   

صمت

 أوراق فارغة
لعيون تتقرى
أوراق سوداء
لعيون نسيت 
رماد للجيوش التي هزمت
والتي تنتظر .
فضاء لكائنات ترتعش
الريح  والشفاه ،
وما تبقى من الصرخات..
اسمعه يسبح في رحيق الليل .
الأبواب التي  يغلقها الصمت
يحرسها الألم .
 هناك حيث تتعفن الأحزان
يسعى الموت ليكون قريبا من الصمت
الذي أصيب بالحرية
 

 
انتظار

 تنفس بحزن
الراحلون
أو هكذا يعيدهم الحنين
لن تضيئهم الشموع
فقماشتك لا تصلح
لحديقة أو أغنية
ولا شمال للدموع
ابتعد عن الأبواب
فما تأتى به يغادر ولا يبقى سوى الصرير ..
الذي أدمنته .. والروح المحمولة على عتلات الحكمة .
لابأس
الجدران الملوّنة
افضل من الذكريات .

  

تلوث

  الدموع التي تحبسها
معلقة ستبقى
لن تعبر الزمن
كالروح التي نسيتها الكلمات
بعيدا عن الأنظار .
خيوط الشمس الناعمة
تكشف القدر الصقيل
المعبّد بالأوبئة
القميص الأبيض
خلفية تليق ببقع الدم .
رأيت ذلك
خلف زجاجة ذابلة .  

الو

 

الى حسن يعقوب

 

صوتك مشحوف حزين
له ذاكرة أراجيح العيد .
أيها الزقاق الذي غادر (المدينة)
في غفلة العربات ،
على طائرة ورقية .
 تأتي  الأصوات عبر الأسلاك البعيدة ..
كرائحة الخبز الحار.. بين يديك .
كسوق الشيوخ ،   يجري نهرها في قلبك،
لزهرة  تركها أبوك في تربة المدرسة .
يا نورس الجنوب
ناعم هذا الألم ،
بصمت تغزله الحرية  .
..

ضحكة اللقاء
تحتضنها الريح . 

 

 

مقتطفات من سيرة  ذاتية

 

امتشق الموشور   لاني 

مسكون باللون الابيض

لايعرف احد كيف يخبؤني صوتي

  وعلى أي الالواح ستكون نهاية دربي

صوتي طفل من لون الالعاب

ووجهي     قدر لم يسكن انبوب الزيت 

تحلق فوق الالوان ذراعي 

تخطف ماخباه الماء المسحور  

  

 قالت لي امي احذر ان تنفصل الالوان 

واسق الشرفات بعين وردية     لكني

اتوق للون ابي ذاك الصوت الضارب في الحمرة والايام 

كان يقول  كن لونا او لاتات     وانا

احمل كل الالوان

 في منتصف الدرب راني الشيخ

وقال

اتبع لون قماشتك الاول وسترسم 

  

بيان رقم واحد بيان رقم الف 

قبعات للسطو على الوجوه.
نساء عاريات في الستلايت،
غطاء للخيبة.!
اغان لدموع الفنادق الفاخرة
ما الحكمة التي نسيها صاحب الكرسي
وهو يغادر قاعة الدم،
مع الهتافات اليابسة؟
دعونا نلوح للخوذ المبردة بمياه الاطلسي
لا تغلقوا التلفاز.. هناك رسالة.. لاهانة الالم
اطلقوا الرصاص
للوطن المفرق دمه بين الشركات

...

ما بال القصيدة
ام هي الكلمات
ام هي الحقيقة .. اخلت مكانها للصمت 

 

 

حارس مرقد الحلاج*

 "وانت تدخل الازقة السمراء
المسلحة دماؤها بالرهبة
ستبدا الرحلة الى قلبك
قلبك المختبئ شرق الحقيقة
الحقيقة التي سيتركها الرماد
......

هكذا هو الحلاج
شارع صغير .. احرقته الكلمات"
قال البصير
(ذو اللحية الهشة والورع القديم
كنخلة تتصفح الزمن):
" لا مرقد له،
هذا الشاخص مكان صلبه"
هذا الجسد الساهم..
كان يعرف ان فيصل الاول..
اقدم من الذاكرة

-
    كم عمرك ايها الشيخ
-
  " لا اعرف متى اراد ابي
 ان يرسلني لقدري..فتزوج امي!
كنا صغارا حين مات الملك"
كان يتلفت خشية ان يمسكه ثانية.. جنود الخليفة
وهم يسوقون الاطفال الى الصفوف
في المدرسة القريبة.

* يقع مرقد منصور الحلاج في شارع صغير في محلة الشيخ معروف والقيم على المرقد رجل بصير يبلغ من العمر حوالي السبعين عاما اسمه الشيخ يحيى

   

صرخه

في قلب الضجيج
ضجيج الحناجر الصدئه
سأهتف بصمت
حتى
لا يسمعني أحد.


رجوع